وها هو السودان .. ما بين حكومة عرجاء تخطو للأمام خطوة وللخلف خطوتين، و حركات مسلحة عمياء تتخبط بالأمن والاستقرار الاجتماعي والإقتصادي.

*العجبو عجبو و الماعجبو ينشق و يعمل(حركة):

إنشقت حركة العدل و المساواة عن حركة تحرير السودان بالعام 2001م  بأغلبية زغاوية، وبدأت ممارسة نشاطها العسكري بالعام 2003م .. ترأسها القيادي السابق بالنظام د.خليل إبراهيم الشهير بكتابه(الكتاب الأسود) الذي تحدث فيه عن الأقليات التي تحكم السودان!، و إستمرت في حربها مع النظام هي و بقية الحركات مما إستنذف دارفور مادياً، و أدى لفقد أرواح تحصى بمئات الآلاف، و شرد مايقارب ميلونا نسمة.
بالعام 2004م وقعت الحكومة مع أطراف النزاع بدرافور إتفاقية أبوجا للوصول الى حل تنهي به الأزمة، رفضت حركة العدل والمساواة و حركة تحرير السودان التوقيع؛ فإنشق-مرة أخرى- فصيل بقيادة مني أركو مناوي مكوناً (حركة تحرير السودان) و وقع على الإتفاقية .. وهكذا من حركة واحدة-خلال 3 سنوات- تحورت ل3 حركات!!!.
بعد مقتل خليل إبراهيم بشمال كردفان بالعام 2011م، نُصّب أخاه جبريل إبراهيم قائداً للحركة، و بعد مرور 4سنوات-28/8/2015- أصدرت الحركة بياناً تعزل فيه خليل إبراهيم وتعلن فيه مشاركتها للحوار و وقف النار ل3شهور تالية .. وكانت حجتهم ان جبريل ينصب الأقربين له بالمناصب العليا دون النظر للكفاءات، وأنه إقتصر القرارات على نفسه دون اللجوء للمؤسسية وأثار الخراب والدمار.. والأهم-ماذكر بالنص-“فقدان الثقة و التعاطف من قبل الشعب السوداني للحركة. يتحمله رئيس الحركة الذي أوصل الحركة لهذا الوضع، حيث اصبح يدير الحركة بعقلية الشركات التجارية ( الفوائد المالية)، حيث حول جيش الحركة لمرتزقة يقاتلون من اجل المال، و يتعامل مع جيش الحركة كأدوات لتحقيق المكاسب الإقتصادية، و إن كل العمليات العسكرية الخاصة التي نفذتها الحركة في بعض دول الجوار (تشاد، ليبيا، جنوب السودان.) كان القصد منها جلب الأموال، و الكثير من الارواح ازهقت في تلك الحروب، و للاسف بمقابل المال .. وقام باعادة هيكلة الجيش و اصدر قرارات بمنح رتب عسكرية، دون استشارة احد. وقام بتحريك متحرك للهجوم علي نيالا دون التشاور مع القادة. مما نجم عنه فقدان الحركة لجل قوتها في معركة قوزدنقو” .. -لاحظ الخراب-وهنا تبرز لنا مشاهد قيام حركة جديدة، فقط للمشاركة في السلطة العمياء.
وفي العام 2013م وقع فصيل منشق بقيادة محمد أبشر مع الحكومة اتفاقا للسلام بالدوحة تشارك الحركة بموجبه في مختلف مستويات الحكم في السودان!!!، ضمن وثيقة الدوحة للسلام بدارفور التي تشكلت بمقتضاها السلطة الانتقالية للإقليم.
وفي هذه الآونة قدمت حركتا العدل والمساواة بقيادة جبريل و تحرير السودان بقيادة مناوي ورقة إلى ثامبو أمبيكي تدعو فيها للوصول لحلول جزرية لأزمة السودان مع الحكومة!، ونددت على فشل الاتفاقيات الجزئية السابقة، و وضعت بنود مشابهة لتلك التي بأبوجا وما بعدها كأساس لإحلال السلام.!!
دون ذكر مليارات الدولارات التي أحيلت من قطر-الموبوءة- لبنك إعمار دارفور، و أستهلكت من قبل هؤلاء و هؤلاء.. وعفانا الله من أولئك!!!!

وهكذا.. يبدو لنا جلياً ان الهدف من وجود هذه الحركات ليس إلا إستنذاف للدولة والإستمرار في خرابــها بالمساهمة الإنقاذ في ذلك!!

عبد الواحد-جبريل-مناوي

عبد الواحد-جبريل-مناوي

 

*أنقذوا دارفور(SAVE DARFUR):

ذكر الكاتب الفرنسي”بيار بيان” في كتابه(Carnages/مذابح) عن التظاهرات التي قامت بأميركا، والتي شكلت كرت ضغط على الكونغرس للتحرك الميداني حول ملف دارفور. و سرد أسماء كل المنظمات اليهودية واللوبيات التي موّلت وحرّكت التظاهرات في أرجاء أميركا – بعنوان(أنقذوا دارفور)- مع استئجارها السيارات لنقل المتظاهرين!!.
الجدير بالذكر انه تم الإعلان عن هذه التظاهرة في صحيفة «نيويورك تايمز»، وعلى شكل صفحة كاملة، وذلك برعاية مجموعة من الهيئات المحلية اليهودية، بما في ذلك مركز الجالية اليهودية في مانهاتن، والجاليات اليهودية المتحدة، والـ«يو جي أي» في نيويورك والمجلس اليهودي للشؤون العامة.
وكتب الصحفي الإسرائيلي غال بيكيرمان في صحيفة جيروزاليم بوست :”ان الائتلاف المنظم للتظاهرة والذي قدم نفسه باسم (تحالف من أكثر من 130 منظمة إيمانية وإنسانية) بالإضافة لمنظمات حقوق الإنسان، جاء فعلياً وحصرياً بمبادرة من الجالية اليهودية في أميركا”- كما ذُكر في كتاب مذابح-.
وأستوضح ما أدرجته أعلاه في مقال كتبه الصحفي زئييف شيف -المتوفى عام 2007م-والذي عمل في صحيفة “هارتس”الإسرائيلية كمتخصص في شؤون الدفاع والإستراتيجية.. كتب بتاريخ 6 فبراير1982م قائلاً:” إن تفكك العراق إلى دولة شيعية و أخرى سنية وإنفصال الجزء الكردي لهو ما تأمل إسرائيل حدوثه في العراق”.. ولنا في دارفور المثل.

تظاهرة لإنقاذ دارفور

تظاهرة لإنقاذ دارفور

*غلطان وتستاهل الدق :

ها هي حركة تحرير السودان تفتتح أفرعها في تل أبيب، وتتلقى الدعم المادي والمعنوي من هناك وتُقيم ندواتها وفعالياتها الثقافية، و في ذات اللحظة تدعو-من هناك- إلى سودان موحد وحر و قوي و ..الخ!، وهي تدري انها بهذه الخطوة تساهم في تفكيك السودان .. فلماذا ندافع عن من يفكك وحدتنا الوطنية و يرمغ بأنف سيادتنا الأرض ويثير القبلية والجهوية بين مواطني شعبنا، بل وأن نصطف معهم فقط لأن حكومة المؤتمر الوطني سيئة!.. لن يغفر للإنقاذ -قانونياً- مساهمتها في ضرب العزل والمدنيين، ولكن لن يغفر –أخلاقياً- لهذه الحركات التحامي بهؤلاء المدنيين و تجييشهم لحرب كراهية وآمال وهمية يقودها شرزمة من حايري السبيل و مشتهي التسلط.

يتبع ..


Fatal error: Uncaught Exception: 190: Error validating application. Invalid application ID. (190) thrown in /home/clients/ed3c6347dbe4ca3a4321eb32fe384a07/arablog/wp-content/plugins/seo-facebook-comments/facebook/base_facebook.php on line 1273