11960250_905611069536653_4800848710829437463_n

أرسل لي أحد الاصدقاء من إحدى المنظومات السياسية مقالاً كتبه احد الخريجين، يشجب فيه شكل الخطاب السياسي على مستوى الجامعات السودانية وركوده و تواتره من جيل لآخر .. حيث صارت الأزمة بين الذين يدّعون النخبوية داخل اسوار الجامعة تتفشى في العقل الجمعي الطلابي بل وتعكس شكل العملية السياسية-العقيمة-للطلاب، الذين بدورهم يهربون منها؛ علماً بأنها لا تسمن ولا تغني من جوع !. (أتطلع لمناقشة هذه الشاكلة مع الجميع)

لم يفاجئني هذا الحديث واعتقد انه لم يفاجئ صديقي أيضاً، فهذا نتاج طبيعي لعملية الممارسة السياسية التي تصب كل جهدها على الاستقطاب و التفريخ للحزب، و على التقليد والآليات المكررة .. لا على تمليك ادوات الوعي لكادرها والطلاب ولا على الابـداع والمواكبة ! .. أول من يجب إتهامهم هم كوادر المنظومات السياسية الذين لا يستطيعون ولو للحظة ان يفكروا خارج إطار تنظيمهم ،وأن يقدموا المصلحة العامة على مصلحة التنظيم، وإذا تضاربت مصلحة التنظيم السياسي بالمصلحة العامة فلا جدوى من وجوده البتة!.

المؤسف في عمل التنظيمات السياسية عموماً هي القولبة، فلا تستطيع ان تنقد غيرك من جانب لا تُمَلِكَهُ لك منظومتك-النظرة التجريدية-ولا حتى بمقدورك ان تنقد ذاتك؛ ببساطة لأنك تعكس صورة منظومتك وتمثلها، و بدورك لا تقدم للمجتمع شيئاً سوى مزيدا من المقهورين والمتزمتين آيديولوجياً، وتظل تأجج في الأزمة مثلك ومثل من سبقوك ! .. ونظراً لهذا التسلسل لا نستغرب كون ان الكادر في نفسه لايقرأ ! .. وإن قرأ ، يقرأ ما يدعم رأيه ورأي منظومته ! .. هذا ان لم تعطيه له المنظومة ليقرأه وتدعوه لمناقشته، فقط لكي ينخرط في شكلية العمل”التقليدية”و إرتضائه للحلول الجاهزة، و عدم إقتراحه شي لم يجرب مسبقاً و هم لا يجازفون، وتنعكس لنا آلية عملهم في قوله تعالى:”إنا وجدنا آباءنا لى ملة و إنا على آثارهم مهتدون” !!!.

هذا الشباب في شتى أشكال التنظيمات السياسية لا يعلم ماذا يريد (هو”الشخص”)، فقد تم إستغلال ذلك الفراغ الذي في عقولهم وملأه و زخه بما تطلبه المنظومة، و تم تحويله الى كائن إجرائي و أُحل حلمه و أُبدل بحلم المنظومة ! .. و إذا لاحظتم .. إذا تميّز أحد ونقد المنظومة من الداخل نبذوه ، وإذا هدد إحتووه ، وإذا طاع بيدقوه ! .. فلماذا لا يركد الخطاب ؟!

ما الذي يجب فعله ؟ .. هذا ماسنتناوله في المرة القادمة

محمد إبراهيم هارون


Fatal error: Uncaught Exception: 190: Error validating application. Invalid application ID. (190) thrown in /home/clients/ed3c6347dbe4ca3a4321eb32fe384a07/arablog/wp-content/plugins/seo-facebook-comments/facebook/base_facebook.php on line 1273